عجلة الحياة والموت.. "إبرة.. زغرودة" عرضان من الإمارات بمهرجان المسرح التجريبي

ما تزال فعاليات الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في دورته الواحدة والثلاثين، والتي انطلقت مقتبل الشهر الجاري وتستمر حتى الحادي عشر. يضم برنامج العروض عددًا كبيرًا ومتنوعًا من المدارس والأساليب المسرحية، سواء على المستوى العربي أو العالمي، كما يشارك المسرح العربي بأكثر من ثلث البرنامج بعروض من "السعودية. المغرب. عمان. الكويت. وتونس"، وتشترك دولة فلسطين المحتلة بعرض بعنوان "معتقلة". تنويعة كبيرة لا شك في أنها تميز دورة هذا العام، حيث نجحت العروض –حتى الآن- في تقديم وجبة تجريبية مختلفة، ينبع اختلافها على الأرجح من تباين ملحوظ يتعامل مع التجريب المسرحي انطلاقا من قدراته لا من استخداماته.

من ضمن الدول المشاركة، تشارك الإمارات بعرضين، الأول على مسرح الطليعة بالعتبة على هامش البرنامج، وعلى الجانب الآخر من نهر العجوزة استقبل مسرح السامر العرض الثاني الذي يشارك ضمن مسابقات المهرجان. وقد استعان كلا العملين بعدد من الموتيفات المسرحية في التشكيل؛ سواء على مستوى الفضاء المسرحي أو تكوين المنظر وحركة وأداء الممثلين، ويأتي في صدارة ذلك الحضور المميز لفن المايم وكسر الإيهام، كما انطلقت الدراما في كليهما من خلفية متشابهة تدور حول علاقة الفرد بالجماعة وتمثلاتها المتعددة.

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

بوستر مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

هزائم المنتصرين

تدور أحداث العرض المسرحي "إبرة" داخل إحدى المستشفيات، حيث يحتدم الصراع بين البشر وأمراضهم أو علاتهم الظاهرة منها والخفية، ومن خلال العينة المطروحة "مريض. ممرض وممرضة. طبيب مُسن"، ينسج النص رؤيته الفلسفية حول ما يمكن أن ندعوه بـ "المرض الجمعي"، آفة التواصل البشري، إذ يتبين لنا أن أزمات الشخصيات تكمن في علاقتها مع الآخر وتأثير ذلك بالسلب أو الإيجاب على مجريات الحياة. العرض من تأليف "حمد الظنحاني" إخراج "ابراهيم القحومي"، ومن إنتاج "جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح" بالفجيرة.

عرض أبرة

في إطار من التجريد التام، يُشيد المخرج فضاءه المسرحي مخاطبا الوعي العام بماهية الأشياء، فليس هناك مظاهر تذكر للإكسسوار أو ديكور اللهم طاولة العمليات، ولا تظهر سوى بعد انقضاء الثلث الأول من المسرحية وتظل مُصاحبة للشخصيات حتى نهاية العرض الذي لم تتجاوز مدته ساعة إلا ربع. فيما عدا ذلك، نتابع الشخصيات تتحرك داخل كيان وهمي، ينتقلون بين حجرات لا مرئية، مارين في طريقهم بالمصعد أو بإجراء مكالمة تليفونية، ومن خلال التمثيل الإيحائي "بانتومايم" لفريق العمل يتجسد الشكل الذي كان من المفترض أن تكون عليه سينوغرافيا العرض، بداية من موظفة الاستقبال التي تقف في مقدمة يمين الخشبة وكأنها أمام جهاز كمبيوتر، تعمل عليه وترد على مكالمات تليفون غير موجود، فيما يتحرك بقية الطاقم متقمصين أفعال مختلفة ما بين ارتداء جوارب وهمية وكشف وأشعة وخلافه، يسيرون في خطوط متقاطعة وطولية لرسم المبنى حتى يُفضى هذا الزخم من الحركة إلي إحدى الغرف، بؤرة الحدث الدرامي.

بغير ترتيب مسبق، يجتمع ثلاثة أشخاص داخل غرفة العمليات حول مريض لا يتحرك، الطبيب المعالج يبدو عليه التقدم في العمر حتى أنه لا يميز بين المريض والممرض، وحين يقوم بفتح معدة المريض يصرخ الأخير ويتبين أن الطبيب نسى أن يقوم بتخديره، يتصاعد الموقف أكثر حين تنقطع الكهرباء ويجدوا أنفسهم محاصرين في الغرفة حيث كل الأنظمة تعمل إلكترونيا حتى غلق وفتح الأبواب. حينئذ يتحول الفضاء إلي سجن جبري، فتأخذ الشخصيات في سرد إشكالياتها الحياتية سواء مع الأب أو السلطة أو الهيمنة المجتمعية، وكأنهم يتطهرون من جرم لم يُرتكب ولا يبغي الغفران؛ فحين يقرروا الاتحاد رغم هزائمهم لإنقاذ حياة المريض، لا يجدوا "إبرة" للضم الجرح فيموت. وإذا كانت جميع الشخصيات في العمل تعيش هزائمها المتكررة بخضوع وانصياع؛ فإن في استمرارهم في الصراع مع البقاء ثمة انتصارات لا تُنكر.

عرض أبرة

هشاشة لا يُحتمل ثقلها

في الدورة السابقة من المهرجان، شارك عرض بعنوان "قائمة الخديج" ضمن برنامج العروض العربية، تناول العرض فكرة نشأة الإنسان منذ الميلاد وحتى نهاية الرحلة، وكيف يمثل هذا الكائن نموذج للهشاشة والضعف، أنه حتى لا يستطيع الامتناع عن شرب الحليب في الصغر. في سياق مشابه، يكرر المخرج الإماراتي "عبد الرحمن الملا" تجربته مع الإنسان ومع مهرجان القاهرة التجريبي، حيث يشارك هذا العام بعرض من تأليف "علي جمال" بعنوان "زغرودة" الذي يُعد واحدا من العروض المميزة والشاقة في ذات الوقت؛ حيث بلغت مدته الزمنية ساعتين وهي أطول فترة عرض في برنامج العام، حيث لم تتجاوز العروض (70) د، أما عن التمثيل فيُحسب لفريق جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح براعتهم في الأداء، خصوصا ونحن بصدد عرض صامت؛ ليس تماما بالمعنى الحرفي لكنه يخلو من أي حوار أو لغة، حيث الإنسان البكر قبل اختراع الكلام.

عرض زغرودة
عرض زغرودة

نجح العرض في اقتناص انتباه الجمهور منذ رفع الستار؛ وهو ما سيتطور إلي شغف لاحقا، من خلال تنويعة موسيقية بالطبول وعدد من آلات الإيقاع، تأخذك إلي عوالم القارة السمراء أو تستدعيها إليك، الأمر سيان؛ ثمة أجراس في الخلفية تنُذر بالخطر رغم أن الجميع في بهجة ومرح وخوف أحيانا. نحن في قرية متخيلة، فهي بدائية لدرجة أن مواطنيها لا يتحدثون بالكلام المفهوم أو بلغة محددة، فقط يُصدرون أصوات .. "صوصوات" تتشابه مع الزغاريد الأمر الذي ارتبط دوما بالأفراح، لذلك تنطلق الدراما من خلال عرس نكتشف في نهايته عجز العريس؛ وهو ما يتكرر لغالبية الأهالي في القرية حتى تتدخل السلطة، وهنا لم يحددها المخرج أو العرض فهي أي سلطة وليس سلطة الدولة بالتحديد، وربما كانت أقرب لسلطة رأس المال، حيث تستغل هذه السلطة حالة العجز الكلي لتبيع لهم الوهم.

اقرأ أيضا:

روجينا ترد على انتقادات طارق الشناوي: النقد له قواعد وهو حر في رأيه

أحمد فتحي يحكي سخرية أحمد فهمي من قزم "الكويسين": اتجوز ازاي؟

ياسمين عز تحذر جمهورها: أنا "ذكوريست" وبقول المساكنة تقليل من شأن المرأة

ميريام فارس تعيد ارتداء فستان زفافها في الذكرى العاشرة لزواجها

سمر طارق لـ(في الفن): الراب والمهرجانات ليهم وقتهم وبذاكر القديم وبحب أم كلثوم ومحمد منير ,فيروز

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5

2024-09-06T07:35:53Z dg43tfdfdgfd